اشار رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة الى ان الإقبال الكبير للتونسيين على صناديق الاقتراع يفسّر نضج التونسي صاحب الحسّ السياسي الذي ازداد عمقاً في السنوات الثلاث الأخيرة، بغض النظر عن الاحتراز والاعتراضات على نتائج الانتخابات الماضية، والأحلام التي كانت له بعد الثورة. فالشعب التونسي واقعي يعرف أن التجربة يلزمها المزيد من المثابرة والتضحيات، والرسالة التي يوجهها لمن يريد تقويض الدولة أنه يريد بناء دولته على القواعد الديموقراطية وترسيخ التجربة التونسية ومؤسسات الدولة.
واوضح في حديث الى "الاخبار" اننا "في فترة ما بعد الثورة التي اتسمت بالكثير من التجاذبات، يمكن تشبيهها بالمخاض الذي كان مولوده الإيجابي الأول الدستور، ونحن اليوم في مسار طي صفحة الانتقال، وعدم الاستقرار المؤقت الى الاستقرار". وأمل أن تكون التجربة التونسية بادرة أمل لكل البلدان الشقيقة التي تواجه ضغوطاً أمنية وتعثرات، أو مشاكل، وخصوصاً أننا أبرزنا أن طريق الخروج من الصعوبات هو الوفاق والحوار. واليوم نأمل أن تكون فاتحة طريق لكيفية البناء، كل بلد وخاصياته، كل بلد وتجربته، نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية، لكن نأمل أن نكون بادرة أمل لهم.
اضاف برأيي، حكم الحزب الواحد غير ممكن لأن التحديات تتطلب وفاقاً أوسع من ائتلاف حكم، إن شاء الله يكون هناك ائتلاف مبني على قواعد وبرامج للتحديات التي تحدثنا عنها، وإن شاء الله الائتلاف يكون منفتحاً على المعارضة، لأنه يجب جمع شمل التونسيين لمطالبتهم بمزيد من البذل والعطاء من أجل مشروع يوحّد أكبر شرائح المجتمع.
واوضح ان هناك خطوط كبرى ومبادئ تقوم عليها الدبلوماسية التونسية وهي التواصل وإيجاد علاقات طيبة مع كل الدول الصديقة والشقيقة، ونحن نتعامل مع الواقع الذي استوجب أن تكون لنا علاقات مع الشقيقة سوريا، وفتحنا مكتباً. والفريق القادم يحدّد المستقبل. واشار الى ان ما نعتبره نحن صحيحاً قمنا به، وهو استعادة العلاقات مع سوريا، وفتحنا مكتباً لرعاية شؤون التونسيين، فالتونسيّون من حقهم أن ترعاهم الدولة، وفي سوريا هناك معطى أمني، فوجود بعض التونسيين في جبهات القتال أمرٌ نرفضه ولا نريده.